مفاهيم: الوجود


الوجود هو تحقق الشيء في الذهن أو في الخارج، والوجود كمصطلح فلسفي مقابل للعدم، وهو الهوية قديمًا والكينونة والكائن حديثًا.

والوجود هو أكثر الصفات كلية وعمومية، وهو أعم المقولات، وبديهي ان لا يحتاج إلى تعريف، ويقول ابن سينَا: "إن الموجود لا يشرع بغير الاسم لأنه مبدأ أول لكل شرح، فلا شرح له، بل صُورته تقوم في النفس بلا توسط" والوجود هو كون الشيء حاصلا بنفسه، والوجود هو كون الشيء حاصلا بالتجربة أما حصوله فعليا فيكون موضوع إدراك حسي أو وجداني.


فالوجود هو الحقيقة الواقعية الدائمية، وهو في اللغة مصدر "وجَد" الشيء يطلق  على الذات وعلى الكون في الأعيان، ولا يحتاج إلى تعريف لبداهته، فلا يعرّف إلا تعريفًا لفظيا.

والوجود عند الفلاسفة المدرسيين مقابل للماهية، لأن الأخيرة هي الطبيعة المعقولة للشيء، والوجود هو التحقق الفعلي للشيء...

والوجود ما هو منحاز بماهية ما خارج النفس تصورت أو لم تتصور.
ويقوم "الفارابي" بحصر معنى الوجود في ثلاثة وجوه، "الموجود" يقال "على المقولات كلها"  وهي التي تقال على مشار إليه، ويقال على كل مشار إليه كان في موضوع أو لا في موضوع.
والموجود يقال على كل قضية كان المفهوم منها ما هو بعينه خارج النفس كما منهم، أي بالإجمال على كل متصور ومتخثيل في النفس وعلى كل معقول خارج النفس والموجود هو الذي اختاره أرسطو وجعله موضوعا للفلسفة الأولى "الوجود" أو "الموجود بما هو موجود" وسماها أرسطو "الفلسفة الأولى" لأنها تتناول الوجود بأعم معانيه.


مفاهيم: الوجود


والبحث في الوجود من هذا الوجه يتناول أقسام الوجود مثل: الجوهر، العرض، الوجود بالقوة، الوجود بالفعل، الواحد والكثير، والناقص ومبادئه كمبدأ الذاتية والهوية والسببية. وجهات الوجود: "كالوجوب والإمكان والإمتناع...".

كما ظهرت في الفلسفة مقولة "الوجود الإجتماعي" وهي مقولة أساسية في الفلسفة الماركسية.

أما الفلسفة الوجودية فهي تعطي للوجود معنى خاصا، فتجعله لا يقال إلا على الموجودات الواعية وبالتحديد، الإنسان الواعي المشخص.

فالوجود عندهم ليس موضوعا للمعرفة، ولا مقولة كلية، بل حياة وعاطفة وقلق وتوتر وبهذا السياق يقول كيركيغارد وهو من أكابر أئمة الوجودية: "إنني لست جزءا من كل، وإن كل من يعدّني مجرة فقرة في كتاب الكون فقد أنكر حقيقة وجودي".

ويفرق سارتر بين الوجود-في-ذاته الذي يعني به أشياء العالم، وعندما تتدخل الذات يتحول هذا الوجود في ذاته إلى وجود من أجل الذات، فعند سارتر إذن الوجود في ذاته والوجود لذاته.

أما "الوجود الممكن" virtual فهو الوجود بالقوة حسب التعبير الفلسفي الأرسطي، ويقابله وجودان هما: "الوجود بالفعل" Infact و"الوجود الصوري" Formal.
والوجود المتصف بالإمكان هو الوجود السابق التعيين، ويحتوي على الشروط الذاتية التي تنقله من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل.



"أما الوجود في كل مكان" فهو مصطلح لاهوتي شاع استعماله في فلسفة القرون الوسطى وهو معالجة لمشكلة "إن الله موجود في كل مكان" وهذا المصطلح مرادف لـ "الحضور الكلي" omnipresence".

ويستخدم "المدرسيون" اصطلاح "الوجود بالذات" على الله الذي وجوده من ذاته، ويقابله الوجود بالغير. وأخيرا: وجود الماهيات هو وجود ذهني، ووجود ما له ماهية وذات خارج النفس وجود مادي.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

2 التعليقات

التعليقات
19 مارس 2019 في 4:55 ص حذف

عندي سؤال حول الجملة الاولى في المقال، "الوجود هو تحقق الشيء في ذهي او خارجه". هل هذا تعريف اجتمعت عليه الاتجاهات الفلسفية ام انه محط اختلاف؟ شكرا

رد
avatar
23 ديسمبر 2022 في 11:39 م حذف

ما الفرق بين الوجود والخلق هل هناك اختلاف؟

رد
avatar

أترك تعليقا