تمثل الوجودية
عائلة من الفكر الفلسفي وليس "مدرسة" واضحة المعالم. ندرج فيها عموما
مفكرين أمثال سورين كيركيغارد، مارتن هايدغر، جول بول سارتر، كارل ياسبرس، غابريال
مارسيل.
يشترك هؤلاء
الفلاسفة في التفكير في موضوعات منها: معنى الوجود، الإنسان في مواجهة الموت،
الحرية، الذاتية الفردية. تهتم الوجودية بالواقع المعيش للفاعل وبحالاته النفسية -
القلق، السأم، اليأس تجاه الحرية، الوقت الذي يمر والموت – التي هي قضايا الوضع
الإنساني.
بالنسبة
للدانماركي سورين كيركيغارد (1813-1855) يعيش الإنسان في قلق لأنه لا يجد إجابات
مضمونة للأسئلة الكبرى التي تعذبه: هو مأمور بأ، يختار، لكنه لا يعرف ماذا يختار.
إنه يعيش في "حمة الممكنات" (مفهوم القلق 1884).
في كتابه الكائن
والزمن، يحلل مارتن هايدغر (1889-1976) الإنسان تحليلا وجوديا، هذا الملقى في
العالم (الدازاين)، الذي يحس بما يشبه "الهم"، أي بقلق وجودي مرتبط
بحريته وبوعيه للموت.
نجد عند جون بول
سارتر (1905-1980) موضوع الحرية وموضوع الالتزام. يرفض سارتر كل نظرة طبيعية
وحتمية للإنسان تحبه ضمن قدر يتجاوزه. لا الله ولا الطبيعة يأمران الإنسان بما
ينبغي عليه فعله. الحياة الإنسان مقسمة ولا معنى لها. هذا التقسيم أو الأصطناعية
هي أساس التجربة الإنسانية لكنها أساس قلقها أيضا. هذه الحرية هي أيضا أساس
الالتزام الذي لا يمكن أن يجد أسبابا أخرى إلا في ذاته.
فلسفات عصرنا –
جون فرانسو دوريتيي – ص 431-432
أترك تعليقا