تقديم عام للمجزوءة:
يرادف اصطلاح
الوضع البشري من الناحية الفلسفية مفهوم الوجود البشري، الذي يحيل على مختلف
المحددات الكبرى للوجود الإنساني والتي تحدده وتحدد أفعاله وسلوكاته سواء من حيث
علاقته بإنيته أو في علاقته بمختلف الأغيار الذين يتقاسم معهم الحق في الحياة
الجماعية أو في علاقته بالتاريخ، إن الوضع البشري هو الحالة التي قذف فيها بالإنسان
في هذا العالم، بمعنى آخر، حينما نتعرض بالدرس للوضع البشري فنحن بصدد دراسة مختلف
الشروط التي يوجد فيها الإنسان في هذا العالم كي نكشف على مختلف الأبعاد المكونة
لهذا الوجود الإنساني، ويمكن تشريح مستويات هذا الوجود البشري من خلال:
- علاقة الشخص بذاته كأنا متفردة في العالم لها هويتها وحريتها واستقلاليتها وكرامتها، وهو ما تتساوى فيه مع باقي الذوات. وهو ما يفرض البحث في ماهية هذا الوجود الذي يوضع فيه شخص ما (كائن حي) في هذا العالم.
- علاقة الشخص بباقي الأغيار المختلفين عنه من الناحية الفيزيولوجية والمعرفية والثقافية ... والتي تفرض عليه طبيعة الوضع البشري أن يتعايش معهم وهو ما يؤدي إلى البحث في العلاقة الممكنة بين هذا الشخص وباقي الأشخاص باعتبارهم أغيار يشبهونه ويختلفون عنه.
- علاقة الإنسان بالتاريخ بوصفه كائن تاريخي لديه توق دائما إلى إضفاء لمسته على أحداث ومسار التاريخ، وباعتباره كائن حر نتسائل عن ممكنات وحدود فعله في هذا التاريخ. وهو ما يستدعي البحث في قيمة ومحدودية الفعل الذي يمكن للشخص أن يساهم به في حركة التاريخ والزمن. وكذلك موضوعية المعرفة التي يمكن أن يحققها حول هذا التاريخ.
إنتقل للموضوع التالي: مفهوم الشخص
أترك تعليقا