أطلس الفلسفة من أروع الكتب التي تؤرخ للفلسفة
وأنظمتها، منذ البدايات حتى العصر الحالي، وعندما نقول البدايات فنحن نقصد بذلك
الفلسفات الشرقية -الهندية (الأوبانيشاد، البوذية، الكونفوشيوسية والطاوية) والمصرية - وهو ما يعكس موضوعية الكتاب في عرض تاريخ الفلسفة،
على خلاف أغلف الكتب التي تبدأ تاريخ الفلسفة من العصر اليوناني.
يتميز الكتاب
ببساطة أسلوبه وباللوحات الملونة المرفقة بكل صفحة والتي تقدم توضيحات بسيطة
للأفكار الفلسفية التي يتناولها الكتاب، هذا بالأضافة إلى خرائط توضح زمن ومكان
نشاط كل فيلسوف حتى تتكون لدى القارئ فكرة تاريخية دقيقة عن كل كل فيلسوف. وهذه
الطريقة التي ألف بها الكتاب تسمح للقارئ بالإحاطة بشكل جيد بالعديد من الأنظمة
الفلسفية، كما أنها تتيح اختيار أي حقبة زمنية وقراءتها بشكل مستقل. إلا أنها
وبالشكل المختصر الذي وضعت فيه لا تستطيع أن تعرض لكل الفلاسفة ولا تعرض لمن عرضت
لهم كل التفاصيل. لذلك تم التركيز على مفاهيم فلسفية محددة وعلى بعض المدارس ورغم
ذلك فقد تناول كتاب أطلس الفلسفة كما سبقت الإشارة، الفلسفة الشرقية،
الفلسفة القديمة (سقراط، أفلاطون، أرسطو، أبيقور)، العصر الوسيط (آباء
الكنيسة، السكولائية، الفلسفة العربية ) فترة التنوير ( ديكارت،
سبينوزا، ليبنتز، لوك، هيوم، فولتير، مونتيسكيو) المثالية الألمانية (كانط،
فيخته، هيجل، شلنج)، وكذلك شوبنهاور، نيتشه، هوسرل، ياسبرز، سارتر، كامي،
هايدجر، فيتغنشتاين، الفلسفة التحليلية، النظرية النقدية، التأويلية، البنائية...
كتاب أطلس الفلسفة كتاب رائع وينصح به لكل مبتدئ في عالم
الفلسفة.
إقتباسات من الكتاب:
"تقوم البوذية على ما تركه سيدهارتا غوتاما (560-480ق.م) من عمل ومن
عقيدة وقد اتخذ لنفسه، بعد اهتدائه، اسم بوذا. تعتبر البوذية من الديانات
الإلحادية التي لا تعترف بإله أزلي، كما أن البوذية لا تعترف بكينونة ثابتة، بل
عندها أن كل شيء يصير أو يتحول".
أطلس الفلسفة، الهند، الجينائية، البوذية ص:21
"تفرض صورة الله في الفلسفة الأرسطية عدم الاهتمام بالعالم: إن
الله لا ينشغل بمسيرة العالم، كما أنه لا يتأثر بها.
وبما أن الله غير متحرك، فإن العالم لا يتحرك بفعل عمله، بل بفعل الإندفاع "الحنيني"،
من قبل المادة باتجاهه، باعتباره الصورة الخالصة".
أطلس الفلسفة، ارسطو، الماورائيات، ص:21
"تأثرت وجودية جون
بول سارتر (1905-1980) بفينومنولوجيا هوسرل، وبهايدغر وبهيجل وأخيرا بالماركسية،
شأن كامو ألف سارتر أيضا قطعا مسرحية وروايات. ما جعل الوجودية، خاصة في فرنسا
ولردح من الزمن تيارا فلسفيا رائجا.
أطلس الفلسفة، الفلسفة الوجودية، سارتر ص:203
أترك تعليقا