عاشَ أفلاطون حوالي
427-347 ق.م، ولد في أثينا وعاش فيها معظم حياته التي بلغت الثمانين، وهو من أسرة أرستوقراطية غنية عريقة في المجد والشرف، نظم شعرا تمثيليا
وبرع في الغزل وكتابة المسرحيات ونبغ في الموسيقى والرياضيات والبلاغة، واشتهر
بالسياسة بحكم قرابته وعراقة نسبه. وبينما كان يتردد بين الشعر والسياسة لا يدري
أيهما يختار طريقا له في الحياة، إذ افتتن وهو في سن العشرين بالفيلسوف سقراط. فما كان منه إلا أن أحرق قصائده وترك النساء و تبع الفيلسوف
الذي أثر عليه أيمَا تأثير.
انقضت حياته الأولى في الإضطرابات
السياسية و الأزمات الإجتماعية. حارب في ثلاث معارك و نال جائزة في الشجاعة. ولما انتهت حروب البلوبونيز
سنة 404 ق.م. انكسرت أثينا و تحطم أسطولها العظيم، وسقطت حكومة الطغاة، فاستلم
زمَام الحكم من بعده جماعة الديموقراطيين الذين قتلوا
سقراط. فصدم أفلاطون لقتله صدمة كبيرة و قد كان في السابعة والعشرين
من عُمره. و قد خلف لنا صورًا غير تاريخية - و لكنا رائعة – لدفاع سقراط و سجنه وإعدامه،
و ذلك في محاوراته " الدفاع " و" أقريظون
" و" فيدون".
وبموت سقراط تفرقَ تلاميذه وغادر معظمهم
أثينا إلى حين. فذهب أفلاطون غلى ميغاري ثم إلى قورينا، ومن المرجح أنه سافر منها إلى مصر دارسا مستقصيا،
فاطلع على علومها وأديانها وتقاليدها، وبقي فيها إلى أن وقعت الحرب بين أثينا واسبرطة،
فارتحل منها إلى جنوب إيطاليا حيث استهواه مذهب فيثاغورس واتصل بكبار ممثليه، ثم انتقل إلى صقلية تلبية لدعوة
تلقاه من طاغيتها ديونيسوس الأول ولكن سرعان ما دب
بينهما خلاف فنفاه الطاغية إلى جزيرة إيجينا حليفة اسبرطة حيث صار أسيرا لأنه
أثيني، وظل كذلك حتى افتداه أحد القورينائيين ثم عاد
سالما إلى أثينا.
وفي مدينته ومسقط رأسه تراه ينصرف بكليته إلى
تأديته الرسالة الحقيقية التي نذر نفسه لها، وهي تثقيف الشباب الأثيني و حسن
توجيهه وقيادته. فأسس في إحدى ضواحي أثينا ما قد أصبح يطلق عليه فيما بعد إسم " الأكاديمية". وهناك
ألقى أفلاطون دروسه وألف كتبه، وكان لا يسمح بالدّخول إليها إلا لمن كان
عارفا بالهندسة، حيث نقش على بابها هذه العبارة: "من لم يكن مهندسا فلا
يدخل هيكل الفلسفة". وقد انتقلت الأكاديمية من بهده إلى وسط المدينة وظلت
مزدهرة فيها حتى أمر يوستينيان بإقفالها نهائيا سنة
529م.
وانقطع أفلاطون إلى الدرس و التعليم
في الأكاديمية زهاء أربعين سنة تخللتها رحلتان قصيرتان
إلى صقلية بعد موت ديونيسوس الأول وانتقال الحكم إلى
ابنه الأكبر ديونيسوس الثاني، وذلك في محاولة لإقامة مدينة فاضلة ونظام مثالي في الحكم والعدالة، فكان
الفشل حليفه*. فلم يكن أمامه إذن إلا أن يستمر في مهمته
الأصلية وهي التدريس، فأقام على ذلك حتى توفي عن عمر يناهز الثمانين.
*حاول أفلاطون تحقيق دولته المثالية
مع ديونسيوس الأول (أو الكبير) وديونسيوس
الثاني (أو الابن) ، لكنه فشل وتآمر عليه خصومه حتى انتهى به
الحال إلى يباع في سوق الرقيق لولا أن تعرف عليه أحد تلاميذه فاشتراه وأعتقه !
عالَم المثل عندَ
أفلاطون
كان سقرَاط قد قَال أن معرفة الماهيَات هي المعرفَة الحقيقيَة، وعندَما جاء أفلاطُون
وتساءل عَن مصدر المعرفَة، رفع هذه الماهيَات إلى مقَام
الوجُود الحقيقي، وسلب كل شيء دونهَا أي حق في الوجود. وقد فعل ذلِك في نظرية المثُل.
المثل (أو الصّوَر) حقَائق كلية ثابتة موجودَة
بالفعل وجُودًا خارجيًا مفارقًا مستقلا عن الإنسَان، هي في وقت واحد مصدَر
للمعرفَة وعلّة لهاَ، كما هي مصدَر لوجود الأشياء في العَالم المحسوس وعلة له. فلو قلنا مثلاً إن على الجمَال في الزهرة هو شكلُها أو لونها
لفسّرنا الجمَال بعلّة ليست دائمًا سببا للجَمال. فهذا الشّكل أو اللون قد يكون سبب قبح أيضًا في أشياء أخرى. وكذلك لو قلنا أن هذه النبتَة طويلَة لأنهَا بلغت مترًا مثلا، فهذَا
المتر قد يَكُون سببًا للقصر في غيرِهَا. فكيف يكون المتر علة للطول وللقصر في آن
واجد؟ إنمَا علة الطول في الأشيَاء هو مثَال الطّول، وذلك
علة الجمَال مثال الجمَال. فهناك مثال للطول ومثال
للجمال في عالم غير هَذا العالم المحسوس هو السبب في طول الأشياء أو جَمالها.
وهنَاك دليل آخر على وجُود المثل، وهو أن المدركات
الكلية لا تدرك بالحس كمَا هو معلوم. فالجمَال مثلا مدرَك كلي نستنبطه بعد النّظر
في شق الأشياء الجميلَة، فلولا أن في أذهاننا فكرة سابقَة عن الجَمال لما عرفنا أن
هذه الأشياء بالذات تشترك في الجَمال.وهذه الفكرة السابقَة إما ألا يكون لها وجود
في الخارج فتكون حينئذ من اختراع العقل، وبذلك تكون شيئًا نسبيا مقيسًا بمقياس شخصِي، وهكذا يصبح الإنسان مقياس كل شيء كما
يقول السفسطائيون، وإما أن يكون لهذه الفكرَة السابقَة وجود خارجي مستقل عنّا. ولما
كانت أقوال السفسطائيين باطلَة حسب أفلاطون وسقراط من قبله، لم يبق إلا أن
نسلم بأن فكرة الجمَال الموجودة في العقل إنما تطابق شيئًا في الخارج تمام
المطابقَة هو مثَال الجمَال. ففي العالم الخارجي، عالم
المثل، جمال في ذاته مستقل عن عقل الإنسان، ولو لم تكن نفوسنا مدركَة لهذَا
المثَال لما استطاعت أن تدرك الشيء الجميل. ذلك أن
نفوسنا قبل حلولها في الأجسام كانت - حسب أفلاطون - تعيش في عالم غير هذا
العالم، عالم علوي أزلي سام وشريف هو عالم المثل، ثم أُهبطت إلى العالم الأسفل
لجريمة اقترفتها. فإذا رأت شيئا جميلا على هذه الأرض تذكرت مثال
الجمال في عالم المثل. فالعلم إذن هو تذكّر، والجهل نسيان ( راجع نظرية
المعرفة عند أفلاطون لتفاصيل اكثر). وما يصدق على الجمال يصدق على العلم والحق
والخير وسائر المعقولات
الكلية.
وهكذَا فلكل شيء مثاله ( الشجرة، النار، العدالة،
الحب، القِصَر، الأبيض..) وهذه المثل مرتبة بشكل هرمي
تصاعدي بحيث يشمل كل منها جميع ما دونه، إلى أن ينتهي هذا النظام إلى مثال الخير،
وهو المثَال الأعلَى حقيقَة الحقائق وجَوهَر الوجُود، ومنه تستَمدّ جميع المُثل
وجُودهَا وقيمتهَا، و معهَا الوجود بأكمله.
لقد أوضح أفلاطون مستعينًا برمز الشمس
( كتاب الجمهورية) أن الإنسان لا يستطيع أن يعرف الوجود إلا على ضوء الخير:
"إن موضوعات المعرفَة لا تكتسب من الخير إمكانية أن تصير معروفة و حسب، بل
وجودها وماهيتها أيضًا، أما هو فليس موجودًا وحسب، بل إنه يعلوها سموًا وقوة".
أمثولة الكهف/
تشبيه الكهف
يقول أفلاطُون إنه يمكنُ أن نتصور
كَهفًا تحت الأرض له فتحة إلى الخارج، ويعيش في جوفه رجال مقيدَة سيقانهم والرقاب
وذلك منذُو كانوا أطفالا، وقيودهم تعوقهم عن الحركة وعن
النظر إلا إلى الأمام. وتضيء الكهف نار قائمَة على مكان مرتفع بعيدًا خلف
المسجونين، ويقوم بينها وبينهم طريق مرتفع عليه يقوم حائط صغير، ولنتصور أن هناك
من يسير خلف الحائط حاملا أشياء من كل نوع، وتماثيل للرجال وللحيوانات على كل شكل.
بحيث يعكس نور النار ظلالها على جدار الكهف الذي ينظر إليه
الرجال المقيدون، ومن الطبيعي ألا يكون المسجونون قد استطاعوا طوال حياتهم أن
يدركوا شيئا غير هذه الظلال.
وهكذا نجد في داخل الكهف: الظلال،
تماثيل الأشياء، النار. أما خارج الكهف فلنتصور أن هناك
الأشياء الحقيقية، وانعكاساتها على سطح لامع كالماء وأن هناك أخيرا الشمس، فيكون
لدينا هنا أيضا درجات ثلاث تقابل الثلاث الأولى التي في داخل الكهف. والآن فإن
داخل الكهف يمثل العالم الحسي المحيط بنا، أما خارجه فإنه يمثل العالم العقلي.
إذا حدث وتحرر أحد المسجونين فإنه سيعاني من
آلام أثناء تحريك رقبته التي كانت مقيدة طوال الوقت، وحين النظر إلى ضوء النار، بل
إن عينيه ستؤلمانه لدرجة أنه سيسرع بالهرب من الضوء إلى ما تعود أن يرى، وسيعتبر
أن إدراك الظلال كان أوضح بكثير (لذلك يطمئن البعض إلى الحواس)، لكن إذا ما تسلق
المرتفع الصعب الذي يفصل الكهف عن خارجه، وخرج إلى ضوء الشمس، أفلن
يؤلمه ضوء هذا أشد الألم؟ وأنه لن يكون قادرا على تمييز أي شيء؟
لذلك عليه أن يمضي فترة يتعود فيها على هذا العالم
الجديد، وأن يمر أولا بإدراك ظلال الأشياء الحقيقية ثم بإدراك هذه الأخيرة ثم
إدراك الشمس في مرحلة أخيرة.
وعند ذلك سيدرك أن الشمس هي مصدر وجود
الأشياء، وأن نورها هو مصدر معرفتها، ولكنه سيدرك كذلك أن الشمس هي أيضا علة كل
شيء في داخل الكهف نفسه، فالنار تأتي منها، والتماثيل تماثل الأشياء التي هي مصدر
وجودها، و إدراك ظلال الأشياء الحقيقية خارج الكهف يقابل المعرفة الرياضية، ومعرفة
الأشياء نفسها تقابل معرفة المثلُ، إما إدراك الشمس فهو يقابل الوصول إلى مبدأ
الخير.
وختاماً، فهذا السجين المتحرر، الفيلسوف الذي تحرر
من قيود الحس ووصل إلى إدراك الوجود العقلي، لم يعد يلقي أي اهتمام إلى معارف
رفاقه القدامى، ولا إلى موضوعات هذه المعرفة، فهي ليست إلا ظلالا بغير حقيقة. هذه
المعارف تمثل الفلسفة الطبيعية التي اهتمت بعالم الحس وحده، لكن أفلاطون يضيف
إضافة هامة: ذلك أنه لوحدث وتناول السجين المحرر
المسائل التي تشغل الفلاسفة الطبيعين فسيكون أقدر منهم
بكثير في معالجتها، لأنه سيكون قد أدرك الحقيقة نفسها، مما يسهل عليه معرفة ما هو
مجرد صورة منها. و هكذا فالطريق مفتوح أمام الفيلسوف لدراسة العلم الطبيعي، وهو ما
سيفعله أفلاطون في محاورة طيماوس وهي إحدى محاوراته
الأخيرة.
نظرية المعرفة عند
أفلاطون
رأينا في فقرة
سابقة أن العلم هو عملية تذكر، حيث أن أفلاطون يقدم نظريته في تفسير
ظاهرة المعرفة، وهي نظرية التذكر. ويقدمها في محاورة مينون
كالتالي: " لما كانت النفس خالدة، ولما كانت قد عاشت حيوات
متعددة، ورأت كل شيء في هذا العالم وفي هاديس (العالم
الآخر التحتي)، فإنها تكون قد عرفت كل شيء ، وهكذا لا تكون معرفتها في هذا العالم
إلا تذكرا لما كانت قد تعلمته من قبل"، لكن هذه النظرية التي وردت في مينون تتطور فيما بعد ليربطها بنظريته في عالم المثل، حيث أصبحت كل معرفة ترجع إلى ذكريات تحفظها
النفس مما سبق لها أن شاهدته أثناء وجودها في عالم المثل وقبل أن تحل في البدن.
ومن الواضح أن هذه النظرية تجد أصولها في المنهج السقراطي، حيث أن سقراط كان يعتمد
على أسلوب التوليد، الذي يوجه من خلاله أسئلة بطريقة منظمة تسمح للشخص باستخراج
الحقائق من نفسه بشكل ذاتي حيث ان الحقيقة كامنة في
نفسه وكل ما يحتاج إليه هو استخراجها. وقد أورد أفلاطون في محاورة مينون صورة أولية لهذه العملية حيث يدعو سقراط أحد عبيد مينون، وكان شابا صغيرا لم يكن قد تعلم الرياضيات من قبل،
ولكن يجعله سقراط من خلال أسئلته المنظمة يتوصل إلى حل إحدى المشكلات الهندسية،
فيكتشف مينون أن أفكار هذا العبد حول المشكلة الهندسية
كانت في نفسه قبل أن يسأله سقراط.
هذا ويقول أفلاطون أن أنواع المعرفة اربعة، أولها الأحساس وهو إدراك
ظواهر الأجسام وأشباحها في اليقظة وصورها في المنام. الثاني الظن، وهو الحكم على المحسوسات بما هي كذلك. والثالث
الاستدلال. وهو علم الماهيات الرياضية المتحققة في المحسوسات وترتقي إليه النفس بدراسات الحساب والهندسة والفلك
والموسيقى. والرابع التعقل وهو إدراك الماهيات المجردة
في كل مادة. وهذه الانواع مرتبة الواحد تلو الآخر تنتقل
النفس من الواحد إلى الذي يليه إلى أن تطمئن عند الأخير.
أفلاطون و السياسة
يقول أفلاطون في إحدى الرسائل
المنسوبة إليه أنه كان يرغب بشدّة في صابه إلى الإشتغَال بالسياسة، و قد كان من الطبيعي، نظراً لانتمائه
الطبقي، أن يميل إلى نظام الحكم الأرستقراطي، وقد توقع خيرً حين استولى
"الطغاة الثلاثون" على الحكم في أثينا عام 403ق.م، و لكنه كما يقول
"سرعان ما رأيت أنهم جعلوا النظام السابق يبدو إلى جانبهم عصر ذهبي حقيقة
(لكثرة ألوان الظلم و العنف التي ارتكبوها)"، هكذا كانت خيبة أفلاطون
مع نظام الحكم الأرستوقراطي (حكم الأقلية) وسرعان ما
أضيفت لها خيبة أمل جديدة وقاسية مع النظام الديمقراطي، حيث أن قادَة الحزب
الديمقراطي لم يتنظروا طويلا حتى اتهموا سقراط بالتهم التي رأيناها و كانت النتيجة إعدام
سقراط. ولذلك يقول أفلاطون: "وبينما كنت
أراقب كل هذه الوقائع و ألاحظ الرجال الذين يقومون بإدارة الحكم في الدولَة، و
كلما تعمقت في فحص القوانين و القواعد الموروثة، و كلما تقدمت في العمر كذلك، رأيت
صعوبات حكم الدولة، حكما كما يجب، تزداد". وقد انتهى به
تدبره في الأمر إلى أن الفلسفة الرشيدة هي وحدها القادرة على تحديد طبيعة العدل،
سواء أكان ذلك في الشؤون العامة (السياسة) أو في الشؤون الخاصة (الاخلاق). وهكذا كان هدفه هو إعداد الحكام المتخصصين
(الفلاسفة) الذين سيدركون أن واجبهم هو كواجب الطبيب اتجاه المريض: ليس فائدة
الطبيب الخاصة بل العناية بالمريض حتى ينجو ويصير أفضل.
غاية الدولة حسب أفلاطون هي الفضيلة و
السعادة للمواطنين، وهذا لن يكون ممكنا إلا من خلال التربية، لذلك فالوظيفة الأولى
للدولة هي وظيفة تربوية، ولما كانت الدولة تتأسس على العقل فإن قوانينها يجب أن
تكون عقلية، والقوانين العقلية لا تتم إلا بالفلاسفة، وبالتالي على الحكام أن
يكونوا فلاسفة، وبما أن الفلاسفة قلة وجب أن تكون لدينا أرستقراطية لا بالميلاد أو
الثروة بل بالعقل. هكذا فالمبدأ الأول للدولة هو العقل،
أما المبدأ الثاني فهو القوة، فلا يجب أن نتوقع أن الجماهير اللاعقلانية
ستخضع راغبة للقوانين العقلية، بل يجب فرضها، كما أن الدولة تحتاج للحماية. وآخر
هذه المبادىء هو العمل لأن شؤون وأعمال الدولة يجب أن
تستمر، وأفلاطون يؤمن بمبدأ تقسيم العمل وهو يخصص لكل وظيفة من هو مهيأ
لها. وعلى هذا فمقابل المبادىء الثلاث توجد ثلاث طبقات:
العقل = الحكام (الفلاسفة)، القوة= المحاربين والحراس، العمل= المزارعون، الصناع
والتجار.
كيف يتم تقسيم العمل بين المواطنين وتحديد
اختصاصات كل فرد منهم؟ يتم ذلك من خلال نظام تربوي يفرض على الأطفال منذ الصغر،
فالصغار ومنذ سنواتهم الأولى لا يمتون إلى آبائهم بل للدولة، حيث ينزعون من حضن آبائهم
ويأخذون لحضانات الدولة، وتتخذ الوسائل اللازمة لكي لا يتمكن أي أب من تمييز إبنه، وكل تفاصيل البرامج التربوية تصدر الطبقة الحاكمة. وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الضعفاء، المرضى أو
أبناء الآباء السيئين لا يسمح لهم بالعيش حيث يجب القضاء على كل ما من شأنه أن يضر
بمصلحة الدولة. وغير مسموح في نظر أفلاطون أن
تكون للفرد ملكية، سواء الأشياء المادية أو حتى أفراد أسرته، فهنا جماعية السلع
وجماعية الزوجات وملكية الدولة للأطفال منذ مولدهم.
[هناك الكثير مما يمكن إضافته حول تصور أفلاطون للدولة، لكن اختصارا سأكتفي بهذا.]
أتمنى أنكم استفدتم من هذا المقال عن أفلاطون،
إذا كانت هناك أية أسئلة فلا تترددوا في طرحها.
2 التعليقات
التعليقاتافلاطون في كتابه الجمهورية عن الدولة لا يمكن تطبيق النظرية في وقت الحالي .
ردصحيح صديقي، من الصعب جدا، بل يكاد يكون مستحيلا، تنزيل التصور الذي يقدمه أفلاطون على أرض الواقع. تحياتي، شكرا لمرورك الطيب.
ردأترك تعليقا