الفكر الشرقي القديم وبدايات التأمل الفلسفي

الفكر الشرقي القديم وبدايات التأمل الفلسفيإن البحث الموضوعي الهادئ، يؤدي إلى الاعتراف بوجود "قفزة" أو" تبدل كيفي" في مسار الحضارة البشرية حصل مع مجيئ الحضارة اليونانية، إلا أنه تبدل حدث من تجمع كمي هو حصيلة ما كسبته البشرية من تقدم قبل اليونان، قدمته حضارات الشرق القديمة.

وهذا الكتاب - الفكر الشرقي القديم وبدايات التأمل الفلسفي – إثبات تفضيل لحالة التفكير النظري، في أهم الحضارات المحيطة بالأفق اليوناني وهي حضارات الشرق القديمة، وهي محاولة يؤكد من خلالها الكاتب على أن مدارس الفكر الأوربي العنصرية التي زعمت تفوق الجنس الآري الأبيض، لا تستند إلى حقيقة من التاريخ، وإنما تقيم دعواها على فلسفة عنصرية عدائية ودعائية.

فالعقل الشرقي لا يقل عمقا وأصالة عن العقل الغربي، وجميع ما يتميز به العقل اليوناني، يبدو أمامنا على حقيقته إذا عرض تحت ضوء العلاقات التي جمعت بين الشرق والغرب. وبالتالي فالذين ينكرون إمكان قيام فكر نظري في الشرق وتأثر اليونانيين به، ينقصهم التقدير الكافي للحضارات الشرقية القديمة، وتعوذهم الخبرة بأحوال الإنسانية عبر التاريخ، وقد كان من الممكن التغاضي عن هذا القصور منذ قرن مضى أما اليوم فلا عذر لهم أمام الإكتشافات الحديثة التي نفضت الغبار عن تطور الفكر الشرقي القديم وأصالته.


مختَارات :

الدين والفلسفة
... ولا يسعنا إلا أن نرى في ازدواج (زت وكاه) صورة أولية لنظرية العالمين الحسي والمعنوي التي وصفها أفلاطون ودافع عنها بقوة، وهي المسماة نظرية المثل. وتجدر الإشارة إلى أن أفلاطون يعني بالمثال eidos الحقيقة الثابتة وراء الظواهر المحسوسة الدائمة التغير، والمعرفة بالجزئيات – عنده- لا تكون صحيحة إلا توافرت للإنسان المعرفة بالفكرة العامة المفسرة للأمثلة الجزئية المحسوسة ....
الفكر الشرقي القديم وبدايات التأمل الفلسفي، جمال المرزوقي، صفحة: 170.

كونج-فو-تزي (كونفوشيوس) مؤسس الكونفوشية
... فقد كان من الواضح بالنسبة لكونفوشيوس، أن مشكلات الشعب تنبع من السلطة الحاكمة، التي تمارس بغير مبدأ أخلاقي، ولمجرد تحقيق مصلحة الحاكم، ورفاهيته فحسب، ومن هنا كانت دعوة حكيمنا إلى الإصلاحات الإجتماعية، التي من شأنها أن تسمح بأن تدار الحكومة لمصلحة الناس جميعا، وقد شدد على أن ذلك يمكن القيام به، إذا كان أعضاء الحكومة ممن يتميزون بأقصى قدر من الاستقامة الشخصية، ويتفهمون احتياجات الناس، ويهتمون بمصالحهم وسعادتهم قدر اهتمامهم بأنفسهم.
ولم يبحث كونفوشيوس عن أساس الطيبة والأخلاق خارج البشر، فداخل الإنسانية ذاتها يوجد مصدر الطيبة والسعادة الإنسانيتين وبنيتهما، وهذا الموقف نفسه هو الذي يجعل الكونفوشية نزعة إنسانية أكثر منها نزعة طبيعية...
الفكر الشرقي القديم وبدايات التأمل الفلسفي، جمال المرزوقي، صفحة: 245-246.


تحميل كتاب الفكر الشرقي القديم

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقا