يتمتع كل فرد خارج
حالة المدنية بحرية تامة بدون شك. ولكنها حرية عاقر لأن الفرد له حرية أن يفعل ما
يحلو له، ولكنه بالمقابل معرض ليعاني من كل ما يحلو للآخرين فعله، ما دام للآخرين
الحرية نفسهَا. ولكن بمجرد ما تتكون حالة المدنية لا يحتفظ كل مواطن إلا بقدر
الحرية التي يحتاجها ليعيش بشكل جيد ويعيش في أمان، والآخرين يفقدون بدورهم من
حريتهم القدر الذي يجعلهم مصدر خوف وخارج حالة المدنية. لكل فرد حق السيطرة على
جميع الأشياء إلى حد يجعله مع ذلك لا يتمتع بأي شيء منها. في حالة المدنية
بالمقابل، يتمتع كل فرد بشكل آمن بحق محدود. وخارج حالة المدنية، كل إنسان يمكن
سلبه ما يملك وقتله من طرف أي إنسان آخر. في حالة المدنية، لا يمكن ن يقوم بالسلب
والقتل إلا فرد واحد. خارج حالة المدنية، لا يملك الفرد إلا قواه الخاصة لحماية
نفسه، أما في حالة المدنية فالفرد يملك قوات الجميع لحمايته. خارج حالة المدنية،
لا أحد يضمن التمتع بثمار عمله، أما في حالة المدنية فالجميع يضمنون التمتع بثمار
أعمالهم. وأخيرا لا نعثر خارج حالة المدنية إلا على إمبراطورية الانفعالات والحرب
والخوف والفقر والقبح والعزلة والبربرية والجهل والتوحش، أما في حالة المدنية
فيسود السلم والأمن والوفرة والجمال والروابط الإجتماعية وحسن السلوك والمعرفة
والعطف داخل إمبراطورية العقل.
Thomas hobbes.
Le citoyen. In R.Derathé, Rousseau et la science politique de son temps. Vrin,
1974, p 312
أترك تعليقا